14‏/04‏/2009

الاشراف التطوري

الإشراف التطوري

يعود ظهوره إلى الدكتور (كارل جليكمان). والفرضية الأساسية فيه هي أن المعلين راشدون، و أنه يجب على الإشراف الأخذ بعين الاعتبار طبيعة المرحلة التطورية التي يمرون بها. فعلى المشرف التربوي أن يعرف ويراعي الفروق الفردية بين المعلمين. وهو أحد أنواع الإشراف التربوي الحديثة التي تهتم بالفروق الشخصية والمهنية بين المعلمين وفكرة الإشراف التطوري هي أن هناك عاملين أساسيين يؤثران على أداء المشرف وتعامله مع المعلم:
1. نظرة المشرف لعملية الإشراف وقناعاته حولها
2. صفات المعلم, من حيث نمو البالغين, والنمو المهني, والالتزام, والاهتمام , والتفكير التجريدي.
مراحل النمو المهني للمدرسين

وبشكل عام المدرسون على درجات متفاوتة من النمو المهني ونمط الاهتمامات والالتزام والقدرة على التفكير التجريدي .
تشير نتائج البحوث إلى النمو المهني للمدرسين يتزايد في السنوات الثلاث الأولى من التدريس ثم يهبط بعد ذلك دراماتيكيا . في نهاية السنة الثالثة من التدريس لا يشعر المدرسون عموما بضغط لتحسين الأداء . كما أن التوقعات والأفكار التي تصاحب الأشخاص لدى دخولهم المهنة تتراجع أمام الواقع.وهذا ما يطلق عليه في الأدبيات "صدمة الواقع وانهيار المثل الرسالية "بشكل عام بعد ثلاث سنوات من التدريس قد يفقد المدرسون الحماس للمهنة . كثير من الذين يبقون في التدريس يتوقفون عن التقدم المهني بعد السنة الثالثة وقد لا يعود فقدان الحماس إلى مجرد مرور الزمن بل إلى إدراك المدرس أن المدرسة لا تلبي تطلعاته المهنية والشخصية . وقد يجد مثل هذا المدرس انه أمام طريق مسدود فالمهنة تفتقر للإثارة ولا يوجد تنوع في العمل وربما انتهت الأمور إلى ترك العمل أو البحث عن عمل آخر .

من حيث الاهتمام تشير الدراسات التي أجريت على تطور اهتمامات المدرسين إلى ثلاث مستويات :الاهتمام بالذات ,الاهتمام بالعمل والاهتمام بالتأثير في حياة التلاميذ . فهناك مدرسون خاصة الجدد تتمركز اهتماماتهم حول الذات بهدف البقاء ومع تحقيق الاستقرار والأمن الوظيفي يفكر المدرسون بشكل اقل بحاجاتهم الذاتية ويبدؤون الاهتمام بمهامهم التعليمية وبالتفكير بالجدول الدراسي والمواد التعليمية ومنهجهم في التعليم وتعديل النظام التعليمي لتحسين تعلم التلاميذ.هناك تحول من التمركز حول الذات إلى التأثير في العمل . وهناك مدرسون يهتمون ليس بمجرد أداء العمل بل بالتأثير في العملية التعليمية . هؤلاء أكثر إيثارا ومثالية والتزاما بحاجات جميع التلاميذ .

من حيث الالتزام بالعمل أيضا يمكن تصنيف المدرسين إلى ثلاث مستويات: مدرسون ذوو التزام مرتفع ومدرسون ذوو التزام معتدل وملتزمون ذوو التزام متدن.

التفكير التجريدي:هو قدرة الفرد العقلية على التنظير حول احتمالات ومواقف مبنية على فرضيات مجردة لبلوغ استنتاجات صحيحة ، مع قلة الاعتماد على الأشياء الحسية . والفرد ذو التفكير التجريدي يمكنه تنفيذ عدة عمليات عقلية في آن واحد . كما يفترض أن يصل الفرد السوي إلى مرحلة التفكير التجريدي عندما يبلغ من العمر الحادية عشرة أو الثانية عشرة أو أكثر بقليل.فئات التفكير التجريدي:1. الفئة الأولى: ذوو التفكير التجريدي المنخفض:من صفاتهم وقدراتهم :أ-صعوبة تحديد المشكلات التي تواجههم.ب-لا يحسنون التصرف حيال المشكلات التي تعترض سبيلهم.جـ-يستخدمون عادة إجابة واحدة مألوفة أو اثنتين في التغلب على أي مشكلة تجابههم.2. الفئة الثانية: ذوو تفكير تجريدي متوسط:أ- يستطيعون تحديد المشكلة أو المشكلات التي توجههم بشكل سليم.ب- يستطيعون أن يفكروا في حل مشكلاتهم لكن بعدد محدود من الاحتمالات.جـ- ليس بمقدورهم وضع خطة شاملة متكاملة لعملهم.
3. الفئة الثالثة: ذوو تفكير تجريدي عالٍ:أ-يستطيعون تحديد المشكلة أو المشكلات التي توجههم من عدة زوايا.ب-يستطيعون وضع عدد من الخطط التربوية المفيدة في الميدان.جـ-بمقدورهم انتقاء أنسب الخطط لمواجهة المواقف التعليمية التي تواجههم.
صفات المعلم
صفات المعلم مهمة في تحليل ممارسات الإشراف. ويرى (جليكمان) أن صفات المعلم تفهم بشكل أوضح بوصفها نتاجا لخصيصتين:
1. مستوى الولاء للمهنة أو التزامه بها، ويتضح هذا من اهتمامه بزملائه المعلمين ومدى ما يعطيه من وقت لعمله.
2. مستوى التفكير التجريدي، فأصحاب المستوى المنخفض من التفكير التجريدي يصعب عليهم مواجهة ما يقابلهم من مشاكل تربوية، فلا يستطيعون اتخاذ القرارات المناسبة، فلذلك يحتاجون إلى توجيه مباشر من المشرف.
بينما المعلمون ذوو مستوى التفكير التجريدي المتوسط يجتاحون إلى نوع من المساعدة في عملية تعاونية. والقسم الثالث، وهم ذوو التفكير التجريدي العالي تكون لديهم القدرة على تصور المشكلات ووضع الحلول لها.
نظرة المشرف لعملية الإشراف وقناعاته حولها
نظرة المشرف لعملية الإشراف وقناعاته حولها، تملي عليه عشرة أنماط من السلوك. وهذا الأنماط من السلوك تحدد ثلاث طرق للتعامل في الإشراف التربوي: الطريقة المباشرة، الطريقة غير المباشرة، الطريقة التعاونية.
الطريقة غير المباشرة
1. الاستماع
2. الإيضاح
3. التشجيع
4. التقديم

الطريقة التعاونية
5. حل المشكلات
6. الحوار (المناقشة)
7. العرض

الطريقة المباشرة
8. التوجيه (الأمر)
9. إعطاء التعليمات
10. التعزيز

الأساليب الإشرافية:
1. النمط الإشرافي المباشر: يستخدم مع المعلمين الذين يتصفون بتفكير تجريدي منخفض, ويؤكد على وضع الأسس التي ينبغي أن يسير عليها المعلم.
وفي الطريقة المباشرة يميل المشرف إلى السيطرة على ما يجري بين المشرف والمعلم، وهذا لا يعني بالضرورة أن المشرف متسلط أو عشوائي الطريقة، بل المقصود أن المشرف يضع كل شيء يريده من المعلم ويشرحه بدقة ويبين له ما هو المطلوب منه. فهذه الطريقة تفترض أن المشرف يعلم أكثر من المعلم عن عملية التعليم، وعليه فإن قرارات المشرف أكثر فعالية من ترك المعلم يختار لنفسه. (جليكمان 1999)
2. النمط الإشرافي التشاركي أو التعاوني :يستخدم مع معلمين يتصفون بتفكير تجريدي متوسط ؛ وهو نمط يؤكد على أن عملية التدريس حل للمشكلات ، لذا يشترك المشرف والمعلم في وضع خطة عمل مشتركة تشمل:أ- أهداف ب- إجراءات تنفيذ جـ- تقويم ومتابعة.
وفي الطريقة التعاونية يتم الاجتماع مع المعلم لبحث ما يهم من أمور، وينتج من هذا الاجتماع خطة عمل.3. النمط الإشرافي غير المباشر:يستخدم مع معلمين يتصفون بتفكير تجريدي عالٍ ؛ وهو النمط الذي يدفع بهذا النوع من المعلمين إلى التوصل إلى حلول نابعة من ذواتهم بغرض تحسين مستوى خبرات طلابهم.
و الطريقة غير المباشرة تقوم على افتراض أن المعلمين قادرين على إنشاء الأنشطة والبرامج التربوية التي تساعد على نموهم المهني من خلال تحليل طرقهم في التدريس. فتكون مهمة المشرف هي تسهيل العملية والمساعدة فقط.


ما أسباب تطبيق الإشراف التربوي التطوري ؟
-عدة أسباب منها :1. أن المدرسين عموما مختلفين في مستوى تفكيرهم التجريدي ، ومستوى دافعيتهم للتعلم ، لأنهم أصلاً متباينون في خلفياتهم وخبراتهم الشخصية والعملية.2. أن المدرسين يختلفون في مستوى قدراتهم العقلية ، وعليه فهم بحاجة إلى استخدام أساليب إشرافية مختلفة من قبل المشرفين. حيث أنه من غير المناسب أن يتعامل المشرف التربوي مع كل المدرسين بنفس الأسلوب الإشرافي.3. ضرورة السعي دائماً لزيادة قدرات كل مدرس كي يحقق أعلى مراحل التفكير والدافعية نحو العمل من خلال توجيه المدرس لنفسه توجيهاً ذاتياً في سبيل حل المشكلات التي تواجهه في مجال التدريس.



مراحل تطبيق الإشراف التربوي التطوري:1. مرحلة التشخيص : أ- جمع المعلومات الأولية ب- الزيارة الصفية ج- المداولات الإشرافية يعمل المشرف على تشخيص المستوى الذي يتعامل معه مدرس أو مجموعة مدرسين مع مهمة تعليمية معينة . المحور الرئيسي في هذا التشخيص هو مستوى التجريد الذي يظهره المدرس أو المجموعة ومستوى الاهتمام.
2. مرحلة التطبيق : ( اختيار النمط الإشرافي المناسب للمعلم ) تضمن هذه المرحلة اختيار الأسلوب الإشرافي المناسب لمستوى التجريد والاهتمام عند المدرس. الأسلوب المباشر مع ذوي التجريد المتدني, التعاوني مع ذوي التجريد المعتدل, غير المباشر مع ذوي التجريد العالي .والهدف من هذه المرحلة تلبية حاجة تعليمية معينة أو حل مشكلة تعليمية معينة.
3. مرحلة التطوير: الارتقاء والتدرج بسلوك المدرس من " النمط المباشر " إلى " النمط التشاركي " إلى " النمط غير المباشر" .
تهدف هذه المرحلة إلى النهوض بالتفكير التجريدي للمدرس ومساعدته على التفكير الجاد والذكي واستثارة قدراته على حل المشكلات ويمكن للمشرف إتباع استراتيجيات طويلة الأمد.


مزايا الإشراف التربوي

§ ولعل أهم ميزات الإشراف التطوري مراعاة الفروق الفردية بين المعلمين، بحيث أنه لا يجب على كل المعلمين الخضوع لعملية إشراف واحدة.
نقطة البدء في الإشراف التطوري هي التعامل مع المدرسين كأفراد لديهم مستويات متباينة من القدرة على التفكير التجريدي والالتزام والاهتمام ., في حين تتعامل النماذج الإشرافية الأخرى مع المدرسين باعتبارهم فئة واحدة بغض النظر عن ما بينهم من تفاوت في القدرة على التفكير التجريدي والالتزام والاهتمام .
§ يتميز الإشراف التطوري بتوازن وتكامل الجانب النظري مع الجانب التطبيقي وهي ميزة لا تتوفر لغيره من النماذج الإشرافية .
§ وينسجم الإشراف التطوري مع روح العصر أيضا وخاصة الدعوة إلى تمكين الناس من السلطة أو على الأقل مشاركتهم فيها والتحول من السلطة الفوقية إلى السلطة الأفقية .
§ كما ينسجم الإشراف التطوري مع الدعوة إلى ترسيخ التفكير التأملي (التدبر)في المؤسسات التربوية والى تحويل المدرس إلى مفكر من هذا النوع إلى متعلم مدى الحياة في منظمة متعلمة.
§ والإشراف التطوري واقعي إذ يبدأ مع المدرسين من حيث هم والانتقال بهم نحو الاستقلالية عبر خطوات متتالية ويتعارض الإشراف التطوري في هذا الشأن مع دعوات الاستغناء عن الإشراف مرة واحدة.
§ إن تنفيذ الإشراف التطوري يؤدي إلى درجة عالية من التفكير التأملي.

صعوبات تنفيذ الإشراف التطوري

§ صعوبة تحديد مستوى التفكير التجريدي لدى المدرس أو استسهال ذلك والقيام به بطريقة شكلية تسطح الأمور وقد تؤدي إلى نتائج ضارة بعيدة المدى.

§ هناك صعوبة أخرى تتمثل في قدرة المشرفين على ربط مستوى التفكير التجريدي للمدرس بالأسلوب الإشرافي المناسب وفي إبداء أنواع السلوك التي يتطلبها احد الأساليب الثلاثة تبعا لمستوى المعلم.

§ وفي الإشراف التطوري يحتم على المشرف إلزام المعلم بأسلوب معين من الإشراف.

§ بالإضافة إلى أن وضع المعلم في فئة الأسلوب المباشر قد يجعله يظهر أمام بقية زملائه على أنه أقل ذكاء أو نضجا منهم.

















المراجع

1. Supervision of Instruction: A developmental Approach (1998) Carl Glickman.

2. Supervisory Leadership (1990) Allan Glatthorn.

3. عطاري, عارف توفيق, الإشراف التربوي.دار الفلاح.

ليست هناك تعليقات: